نحن في مركز دار الإمارات للاستشارات والتدريب نؤمن أن بناء المجتمعات يبدأ من الاستثمار الحقيقي في الإنسان منذ نشأته الأولى. على مدار سنوات من العمل في تطوير القدرات الإدارية والمهنية في المؤسسات الحكومية، تولدت لدينا قناعة راسخة بأن المهارات التي يتطلبها سوق العمل، والقيم التي تقوم عليها البيئات الناجحة، يجب أن تُزرع في الأطفال واليافعين مبكرًا، لتصبح جزءًا من سلوكهم اليومي، لا مجرد مهارات مكتسبة في وقت متأخر. من هذا الإيمان، أطلقنا في عام 2016 برنامج صُنّاع المستقبل لتنمية المهارات الحياتية لدى اليافعين والمراهقين، والذي يدمج بين المهارات الإدارية والمالية والحياتية بطريقة مرنة تتناغم مع الإطار الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.

 

أنا أحلام اللمكي، مؤسسة المركز، وبعد 28 عامًا في مجال التدريب والاستشارات و25 عامًا من العمل في تمكين المرأة، لمست من تجربتي الشخصية كأم ما يحتاجه الأبناء — وخاصة الفتيات — من دعم وتوجيه حقيقي. بدأت رحلتي في الأمومة بمسؤولية مفاجئة عن تربية بنات زوجي في مرحلة حساسة من حياتهن، ومن ثم رُزقت بأطفالي. تنوعت التجربة، وتعددت التحديات، لكن المخرجات كانت دروسًا لا تُقدّر بثمن.

​

من هنا، انطلقت رؤيتي الأكثر عمقًا تجاه تمكين الفتيات. فأطلقت برنامج "الواثقة الطموحة" ليكون رحلة تنموية متكاملة للفتيات من سن المراهقة، نبني فيها الثقة بالنفس، ونُطلق العنان لطموحاتهن، مع المحافظة على القيم والهوية. البرنامج ليس مجرد تدريب، بل رسالة تنبض بالشغف، ودعوة لصناعة جيل من الشابات القويات، القياديات، المؤمنات بذواتهن.

​

ولأن كل أم تحمل في داخلها قصة تستحق أن تُحكى وتُحتضن، توسعت رسالتنا لتشمل أيضًا دعم الأمهات عبر جلسات الكوتشنج لمساعدتهن في التواصل مع أبنائهن المراهقين. نحن نعلم أن بناء المستقبل يبدأ من البيت، ومن علاقة قوية بين الأم وابنتها، مبنية على الحب، والاحترام، والتواصل الحقيقي.

في "دار الإمارات"، نحن لا نقدّم برامج، بل نخلق تجارب تصنع فرقًا حقيقيًا في حياة الأفراد والمجتمع.

​

​